Tuesday, July 10, 2007

الحياة..دخان سجائر..!!

دخل غرفته و أغلق بابها خلفه
فتح النافذة و أطفأ نور الغرفة..
أخرج قداحته , الشمعة.
و سجائره من دُرجهِ.
دائما ما يستمتع بالتدخين فى غرفته !
..أشعل الشمعة..ثم أشعل سيجارته
استنشق الدخان و نفّسه ببطئ..
و جلس يتأمله باستمتاع و هو يتشكّل و يتحوّر..
يرسم فى الهواء صوراً و اشكالاً كثيرة
ثم يرتفع إلى أعلى !

* * *
قديمًا قالوا :النساء ترى حظها فى فناجين القهوة
و الرجال يرونه فى دخان السجائر..!!
* * *
رأى الدخان يتشّكل و يتحور على ضوء الشمعة..
يرسم ظل امرأه فاتحة ذراعيها
ظلت الصورة لعدة ثوانٍ
.ثم تفرق الدخان فى نواحي الغرفة
ظل شارداً للحظات..
ثم داعب سيجارته بشفتيه مستنشقاً نفساً آخر
و راقب الدخان يتشكل مرة اخرى..
يتشكّل فى بطئ و تتابع هذه المرة..
يرسم جناحين..
ثم يظهر رأس صغير..
ها هى اليدين تتشكلان ممسكتان بقوس..
يظهر السهم ..
ثم يكتمل بقية الجسم
ظل يبحلق فيه باستغراب حتى اختفى مثلما اختفى ظل المرأه..!!
كان متشوقاً ليعرف ماهى الصورة التالية..
فداعبها بنفس ٍ آخر وأخرجه فى سرعة و قوة
ووقف ينظر متلهفاً لرؤية الصورة التالية..
لكن الدخان لم يتشكل !!
ربما لأنه اخرجه بسرعة من فمه.
..استنشق نفساً آخر و أخرجه ببطئ هذه المرة
و تشكّل الدخان راسماً ظلاً لرجل..لكنه يبدو مألوفاً للغاية !
ثم اختفى كالعادة ..!!
بدأت الصورة تتشّكل و تتكون ببطئ فى ذاكرته.
و فى المره التالية رأى صورة طفل صغير ..
ابتسم..
نفّس المزيد من دخان سيجارته مرة اخرى
رآى عجوز حُلوة الملامح
و شبح ابتسامة تعلو شفتيها..
لكن الصورة سرعان ما تحوّرت..
و لم يستطع ان يتبين الصورة الجديدة !
فسارع باستنشاق نفس آخر
أطفأ سيجارته..
_فقد كانت انتهت_
ثم نفّسه ببطئ..
ظهرت الصوره هذه المرة شديدة الوضوح
عجوز شمطاء..!!
هبّت الريح و انطفأت الشمعة..
و بقى فى ظلام دامس..!!

* * *
قديمًا قالوا :النساء ترى حظها فى فناجين القهوة
و الرجال يرونه فى دخان السجائر..!!
***
عمرو النحراوي
6/6/2004